ما هو النمط المناسب للمقال الفلسفي، النمط الوصفي أم السردي أم الحجاجي أم التفسيري ؟.

ابو محمد المعتصم
الصفحة الرئيسية
الحجم


ما هو النمط المناسب للمقال الفلسفي، النمط الوصفي أم السردي أم الحجاجي أم التفسيري ؟.



يبنى المقال الفلسفي على معايير متعارف عليها،وبناء على هذه المعايير يمكننا الحكم على المقال الفلسفي بالجيد أو المتوسط أو السيء، من هذه المعايير المعيار اللغوي والمعيار المنطقي والمعيار المعرفي إضافة إلى المعيار المنهجي، لكل من هذه المعايير مؤشرات تدل عليه في هذا المقال سنحاول التطرق إلى مؤشرات تجمع بين المنطقي والمعيار المعرفي، واقصد هنا المؤشرات التي توحي بتحقيق الكفاءة المنطقية والمعرفية في المقال.



الغرض الأساسي من كتابة المقال الفلسفي ليس جمالية الأسلوب أو إثارة حماسة القارئ وإمتاعه بقدر ما يكمن الغرض الرئيسي في اقناع القارئ بصدق موقف أو برفض آخر، أفضل طريقة للوصول إلى هذه الغاية هو الاعتماد على الأسلوب الحجاجي، لكن كيف أعرف أن الطريقة التي اعتمدها هي الحجاج وليست الوصف أو السرد؟

للإجابة عن هذا السؤال لابد من استعراض مؤشرات كل نمط وهي كما يلي:



مؤشرات النمط الوصفي:

 من أهم المؤشرات التي توحي بهذا الأسلوب نجد ما يلي:

- استعمال المشتقات بكثرة داخل المقال: مثل اسم فاعل أو اسم المفعول أو الصفة المشبهة.
- توظيف الصور البيانية الكثرة داخل المقال: مثل التشبيه أو الاستعارة و الكناية.
- الاسراف في توظيف الاستفهام و التعجب أو النهي و الأمر و الترجي.....الخ.


مؤشرات النمط السردي: 

و هو نوعان:

1- النمط السردي المباشر: فيبدو في بعض القصص بلسان المتكلم، فيكون الكاتب هو بطل القصة .......

2- النمط السردي غير المباشر: يعتمد على ضمير الغائب فلا يتدخل الكاتب في الموضوع المطروح، و يعتبر نصا سرديا إذا كان نقلا للحدث أو مجموعة من الأحداث المتتالية و المترابطة برابط زماني أو مكاني أو منطق محدد.


مؤشرات النمط الحجاجي: 

من أهم المؤشرات التي توحي بهذا الأسلوب نجد ما يلي:

- كثرة استعمال صيغ التوكيد و أدواته.
- سيطرة الجمل الخبرية على المقال.
- الموضوعية والتجرد من العواطف والميول والاعتقادات الذاتية الشخصية.
- استعمال الأدلة و البراهين و الحجج و وإبراز تنوعها واختلافها بين عقلية واقعية تاريخية علمية.
- القدرة على التحليل والتركيب والنقد والتجاوز أو التغليب التبني أو الدحض الفصل بين المواقف المتعارضة.
- التوظيف المناسب للاقتباسات والأمثلة الداعمة.


مؤشرات النمط التفسيري:

 من أهم المؤشرات التي توحي بهذا الأسلوب نجد ما يلي:

- يسود فيه ضمير المتكلم و الغائب.
- بروز الجمل الاعتراضية و التفسيرية.
- التسلسل المنطقي للأفكار بحيث لا يكون هناك تناقض فيما بينها
- يعتمد هذا الأسلوب أيضا على التحليل والتركيب والإثراء مع القدرة على الاستخلاص


الغرض من تصنيف هذه الأنماط ليس الدعوة إلى تغليب نمط دون آخر، لكن المقال الفلسفي بطبيعته يغلب عليه الحجاج والتفسير، وليس من المنطقي إطلاقا أن يغلب عليه السرد أو الوصف فقلما تؤدي هذه الأنماط إلى الإقناع.



google-playkhamsatmostaqltradent