السؤال:
هـل الأسـرة ضـرورة ، تفرضها طبيعة الإنسان ؟
فهم السؤال:
القضية : الأسرة ضرورة و حتمية اجتماعية ونفسية وبيولوجية للوجود الانساني. بناء على الوظائف المنوطة بالأسرة.
نقيض القضية: الأسرة المعاصرة محكوم عليها بالزوال، فقد حلت المؤسسات الاجتماعية المختلفة محلها.
طـرح المشكلة :
الأسرة هي وحدة اجتماعية تتألف من زوجين وأطفالهما، بحيث تختلف عن الأسرة التقليدية في البنية والوظائف وعلاقتها بالقيم.
الحياة الاجتماعية المعاصرة دفعت المجتمع الحالي إلى وضع هيئات ومؤسسات تشارك الأسرة وظائفها التقليدية.
بناء على هذا التداخل في الوظائف وقع خلاف بين الفلاسفة والمفكرين حول أهمية الأسرة والوظائف المنوطة بها، فهناك من يرى أنها ضرورية للوجود الإنساني ، والواجب المحافظة عليها ، و على النقيض من ذلك هناك من يرى أنها ليست ضرورية ووجب زوالها.
فهل الأسرة كمؤسسة اجتماعية ، ضرورية في حياة الإنسان المعاصر أم أن مصيرها التلاشي بعد غياب وظائفها التقليدية؟ وهل يمكن الحكم عليها بالزوال بعد وصول بدائلها؟
محـاولة حـل المشكلة:
طـرح المشكلة :
الأسرة هي وحدة اجتماعية تتألف من زوجين وأطفالهما، بحيث تختلف عن الأسرة التقليدية في البنية والوظائف وعلاقتها بالقيم.
الحياة الاجتماعية المعاصرة دفعت المجتمع الحالي إلى وضع هيئات ومؤسسات تشارك الأسرة وظائفها التقليدية.
بناء على هذا التداخل في الوظائف وقع خلاف بين الفلاسفة والمفكرين حول أهمية الأسرة والوظائف المنوطة بها، فهناك من يرى أنها ضرورية للوجود الإنساني ، والواجب المحافظة عليها ، و على النقيض من ذلك هناك من يرى أنها ليست ضرورية ووجب زوالها.
فهل الأسرة كمؤسسة اجتماعية ، ضرورية في حياة الإنسان المعاصر أم أن مصيرها التلاشي بعد غياب وظائفها التقليدية؟ وهل يمكن الحكم عليها بالزوال بعد وصول بدائلها؟
محـاولة حـل المشكلة:
القضية:
الأسرة في نظر أغلب الفلاسفة والمفكرين المعاصرين والتقليدين " رجال الدين أوغست كونت دوركايم علماء النفس" أكثر من ضرورة اجتماعية، إنها النواة الأساسية للمجتمع ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها، يقول أوغست كونت :" إن المجتمع الإنساني يتألف من الأسر لا من الأفراد ".
لا يمكن لأية هيئة اجتماعية أو انسانية أخرى أن تحل محل الأسرة ، أفقر الأسر واعدمها تظل أفضل من أفخم دور الأيتام وأغناها.
إنجاب الأفراد في الأسرة هو الذي يضمن بقاء المجتمع واستمراره وتنظيمه ، ويميزه عن تجمع الحيوانات، يقول إميل دوركايم : " إننا في الأسرة نجد حلاوة مع من نحبهم وعذوبة حب مع من نعيش معهم ".
الأسرة في نظر رجال الديـن وخاصة المسلمين أكثر من ضرورة فبعض الوظائف لا تمارس خارجها " الوظيفة التناسلية مشروعة في نطاق الأسرة لا غير" ، ولذا جاءت الديانات السماوية كالإسلام والقوانين الوضعية من أجل تنظيم هذه الوظيفة وتهذيبها ، ومن ثمة حماية الأسرة ، و ضبط السلوك الجنسي وهو ما جاء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم " .
يرى علماء النفس أن النمو السوي للطفل يرتبط بالنمو داخل الأسرة إذ حتى الأم التي لا تهتم فهي في الواقع تمد طفلها بكثير من العواطف والحنان حتى قيل “أسوأ بيت أحسن من أجمل روضة ” .
التكيف والاندماج الاجتماعي يتوقف على الأسرة ، الانحراف و اللاندماج مرده إلى غياب الأسرة
نقد القضية:
لا يمكن إنكار أهمية الأسرة ، وقد يعود ذلك في الموقف الأول إلى أسر هؤلاء وليس إلى الأسرة كمفهوم أخلاقي واجتماعي .
لكن الأسرة ليست دائما مصدر قوة للفرد ، فقد تكون سببا في الانحراف كما يحدث في حالة التفكك الأسري .
سلطة الأسرة المتزايدة قد تعيق الفرد في تفتح شخصيته وتحقيق ذاته.
مشاكل الاسرة وتحدياتها المختلفة قد تعيق قيامها بأدوارها الطبيعية.
نقيض القضية :
الأسرة في نظر بعض الفلاسفة ( كارل ماركس فريدريك انجلز سبنسر و مورغان ) لم تعد ضرورية بسبب تقلص وظائفها ، بحيث المجتمع هو الذي أصبح يشرف على كثير من وظائف التقليدية .
المجتمع اليوم لم يعد يرى في الأسرة حاضنة الأفراد الأولى ، أو التي تعدهم ليكونوا أعضاء في المجتمع ، فدور الحضانة ورياض الأطفال والجمعيات تقوم بدور التربية و التنشئة، بل المدارس والجامعات أيضا تقوم بدور التعليم ،
أصبحت المؤسسات و المصانع تنتج الملبس والمأكل ، ومختلف الظواهر الاقتصادية ، فلم يعد الفرد المعاصر ينتج لنفسه ولأسرته وإنما للمجتمع .
ذهب بعض الفلاسفة أمثال “سبنسر ” و “مورغان ” إلى الدعوة لزوال الأسرة بمفهومها التقليدي ، ولو بصورة تدريجية ، حيث قال عنها “سبنسر”: “الأسرة قشرة ضاغطة على الفرد”.
أما الفيلسوف الفرنسي “أندري جيد عن كراهيته للأسرة في عبارته :”إني أكرهك ” ويصفها بأنها ” سجن انفرادي ” .
للماركسين وعلى رأسهم “كارل ماكس ” و “انجلز” نظرة سوداوية أيضا حول الأسرة ، إذ يرون أن الأسرة تعمل على ترسيخ الطبقية الاجتماعية والاقتصادية ولا تساهم محو الفوارق القائمة بين الأفراد ، فالأسرة القائمة على الملكية الفردية وتوارثها ، فهي من الناحية الاجتماعية تغذي الطبقية والرأسمالية فيقول “انجلز”: “إن المجتمع يقدم عناية متساوية لجميع الأطفال سواء كانوا شرعيين أو طبيعيين”.
نقد نقيض القضية:
قد يبدو من الناحية العملية أن هناك تراجع كبير في وظائف الأسرة المعاصرة على جميع الأصعدة والميادين.
لكن المجتمع ومؤسساته المختلفة لا يمكنها أن تنوب عن الأسرة في أبسط وظائفها ، كالوظائف البيولوجية أو النفسية أو الاجتماعية حتى ، فلا يمكن للمجتمع الاعتراف بالفرد ذاته أن لم يأت من الأسرة.
زوال الأسرة هو زوال حتمي للمجتمع.
التركيب
الأسرة مؤسسة اجتماعية واخلاقية لابد من وجودها لوجود فرد سوي في مجتمع سليم يحترم الروابط الاجتماعية .
رغم تغير الأزمنة والعصور إلا أن الأسرة الحقيقة لا تزال تحتفظ بوظائفها البيولوجية والنفسية والاجتماعية.
الأسرة تقدم الرعاية الجسمية والنفسية للطفل ، وهذا يساهم في تحقيق الأمن الاستقرار الاجتماعي ، وليس بإمكان أي مؤسسة اجتماعية أن تحل محلها.
جاء في القرآن الكريم : “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة …” سورة الروم 21.
حل المشكلة :
الأسرة ضرورية لنجاح الفرد داخل المجتمع ، ولا يمكن الاستغناء عنها ، أو استبدالها بمؤسسات أخرى، وبدل التفكير في الاستغناء عنها أو استبدالها، لابد من العمل على مساعدتها في القيام بوظائفها الطبيعية المنوطة بها ، لأن نجاح الأسرة هو نجاح للمجتمع ورقيا له.