تحليل نص فلسفي حول طبيعة الإحساس لميخائيل البيطار

ابو محمد المعتصم
الصفحة الرئيسية
الحجم

 

تحليل نص فلسفي حول طبيعة الإحساس لميخائيل البيطار
 تحليل نص فلسفي 





الموضوع: تحليل نص حول طبيعة الإحساس لميخائيل البيطار

المرجع: الكتاب المدرسي الصفحة رقم 10
 
طرح المشكلة:

رسم العقل اليوناني قديما معالم فلسفة المعرفة عندما سأل نفسه قائلا: مصدر الحقيقة؟ ومحاولته الإجابة عنه لم يختلف الأمر كثيرا لدى فلاسفة العصر الحديث حيث استمر الصراع بين العقل والتجربة حول مدى قدرتهما على توليد المعارف والأفكار، لكن عجزهما أفلت الموضوع من بين أيدي الفلاسفة ونقله إلى علماء النفس حيث اخذ بعدا علميا بعيدا عن الصراع الفلسفي المجرد، في هذا النص يحاول الباحث العربي المعاصر ميخائيل البيطار التعبير عن طبيعة الإحساس من خلال الإجابة عن سؤال مفاده: هل تكمن حقيقة الإحساس في طابعه الاولي البسيط؟ هل يقتصر دوره على نقل صور المحسوسات كما هي في العالم الخارجي؟
 
محاولة حل المشكلة:

موقف صاحب النص:

يرى ميخائيل البيطار أن دور الإحساس لا يتوقف عند طابعه الأولي البسيط أو عند مجرد تقديم صورة آلية (استقبال لمعطيات من المحيط حولنا) أولية عن الأشياء والعالم الخارجي أشبه ما يكون بالتصوير الفوتغرافي، فالحواس تملك من المؤهلات والقدرات ما يمكنها من عقلنة هذه الأشياء وإدراكها من خلال الربط فيما بينها وتجميع الانطباعات الحسية المتنوعة مما ينتج عنه صورة ذهنية ذات معنى أو عملية الإدراك عبر عن هذا في قوله: (لذا نرى أن الحواس البشرية ذات كفايات أبعد كثيرا من مجرد الكفاية الطبيعية) وفي قوله أيضا(وقيام حواسنا بإرشادنا إلى ما نحتاج إلى معرفته، هو فعلا مدهش وكاف من الناحية العملية) مما يوحي بالفكرة القائلة أن الحواس هي أساس إدراكنا للعالم من حولنا.










حجج وبراهين صاحب النص:

يتسند البيطار في ربط العملية الادراكية بالحواس إلى التاريخ حين يبين أن للفكرة أصول قديمة جدا ترتبط بديمقريطس غير أن المسألة حينها أخذت بعدا فلسفيا بحتا، أما في العصور اللاحقة فقد اخذ علماء النفس التجريبين تحديدا منهم على عاتقهم اكتشاف سر الاتصال بالعالم الخارجي فبينوا بأدلة علمية واقعية أن الحواس التي تتأثر بمنبهات العالم الخارجي ترتبط بأعصاب، وما من منبه خارجي إلا وله أثر على هذه الأعصاب، بعدها بين مزايا هذه الحواس التي لا تكتشف بالنظرة العادية البسيطة فدقة حاسة الأنف في تمييز العطور لا تضاهى أما العين فلا يمكن تحصر دقتها في نقطة دون أخرى. مما يوحي أن الإحساس ليس أوليا ولا بسيطا. وان ما يصلنا عن طريق الحواس كاف لتحقيق ما يسمى بالإدراك الحسي.

وقد جاء النص على الصياغة المنطقية التالية:


- إذا لم يتجاوز الإحساس طابع الأولية والآلية لم يكن كافيا من الناحية العملية في تحصيل المعرفة.
- لكن الإحساس ليس آليا أو بسيطا.
- الإحساس يكفينا عمليا في علاقتنا بالمحيط.



نقد وتقييم النص:


لا يمكن إنكار دور القنوات الحسية في إدراك المحيط حولنا فهي رابط اتصال أولي ونوافذه اتجاه ما يحيط به لكن على فرض أن هذه المؤهلات والقدرات كافية، فقد بينت الفيزيولوجيا ان بعض الحيوانات تملك اضعاف اضعاف هذه القدرات لكن استخدامها لا يخرج عن حفظ البقاء واستمرار البقاء مما يؤكد انها لوحدها لا تكفي لتحقيق الادراك الحسي، زيادة على ذلك فنحن لا ندرك رغم سلامة حواسنا وقوتها حين تكون موضوعات الإدراك متداخلة فيما بينها أو حين تكون أجزاء الموضوع متناثرة وعصية عن الإدراك الحسي يعود هذا على عدم ترق البيطار إلى دور الموضوع وأهميته فيما يعرف بالإدراك الحسي.

الرأي الشخصي:

حل المشكلة:
google-playkhamsatmostaqltradent