تحليل نص الظواهر الحية ومبدأ الحتمية لكلود برنار

ابو محمد المعتصم
الصفحة الرئيسية
الحجم
تحليل نص لكلود برنار
المرجع الكتاب المدرسي ص 333


تحليل نص الظواهر الحية ومبدأ الحتمية لكلود برنار
 الظواهر الحية ومبدأ الحتمية

طرح المشكلة:

فلسفة المعرفة أو الإبستمولوجيا من أهم المباحث الفلسفية التي تحظى باهتمام الإنسان المعاصر، ومن بين المواضيع التي تطرقت إليها بالدراسة والتحليل الحتمية والظواهر الحية، وقد شهد العصر الحديث نقلة نوعية فيما تعلق بدراسة الكائنات الحية إذا أصبح أقرب إلى التفكير العلمي الوضعي، الذي تجسد أكثر فيما بعد مع العالم الفيزيولوجي الفرنسي كلود برنار(1813-1878) والذي حاول من نصه هذا الرد على كل من يعتقد بأن المادة الحية تخضع لمبدأ داخلي عفوي وهو مبدأ الحياة والحركة مما يقصيها من الدراسة العلمية التجريبية، عندما كتب نصه هذا مجيبا عن سؤال مفاده: إذا كانت الظواهر الفيزيائية والكيمائية تخضع لحتمية مطلقة. فهل هذا المبدأ يحكم الظواهر الحية أيضا؟


محاولة حل المشكلة:

موقف صاحب النص:
يرى الفيزيولوجي الفرنسي المعاصر أن علمية الظواهر المختلفة تتوقف على خضوعها لمبدأ مطلق يفيد بأن تكرار نفس الأسباب يؤدي بالضرورة إلى الحصول على نفس النتائج، أو ما يعرف اختصار بمبدأ الحتمية، هذا المبدأ الذي يحكم الظواهر الفيزيائية بصورة صارمة ومطلقة بحيث لا يمكنها الخروج عنه، نفس الأمر ينطبق على المادة الحية التي تخضع لحتمية صارمة أيضا، فهذا المبدأ هو السبيل الوحيد للتجريب على العضوية ومن ثمة التوصل إلى القوانين التي تفسر حوادثها المختلفة، عبر عن هذا في قوله: "لكن بفضل التجريب فقط يمكننا على في ظواهر الأجسام الحية على غرار ما يمكننا في ظواهر الأجسام الجامدة، الوصول إلى معرفة الشروط التي تنظم الظواهر وتمكننا من ثمة من التحكم فيها".






حجج وبراهين صاحب النص:

اعتمد الفيزيولوجي الفرنسي كلود برنارد على أدلة وشواهد تجريبية بعضها يعود إلى طبيعة العلم ذاته، حيث بين فيها أن الظواهر الطبيعية سواء تعلق الأمر بالكائنات الحية أو الظواهر الجامدة تخضع لنظام ثابت منسجم ومتناسق، ولا يمكنها أن تحيد عنه وإلا كانت ظواهر ليست علمية ولا موضوعية، وذلك هو مبدأ الحتمية كمبدأ مطلق يحكم جميع ظواهر الطبيعة، بحيث لا يمكن التنبؤ بما ستكون عليه هذه الظواهر إلا من خلال الإيمان المطلق بهذا المبدأ، واعتمد الحجة العقلية عندما بين أن ظواهر الطبيعة مهما اختلفت أنواعها فهي تسير وفقا لهذا القانون الذي رأى في إنكاره إنكار لعلمية الظواهر و موضوعيتها، واعتمد البرهان بالخلف عندما وضح كيف أن إنكار هذا المبدأ في ظواهر الحياة يعنى هذا أنها قوة عمياء لا تدرس ولا تفسر وفق القوانين والمبادئ العلمية المعروفة والمحددة، هذا ما يجعلها ظاهرة غير قابلة للتجريب لكنه افتراض باطل يجانب الصواب. لأن النتائج المحققة من خلال الاعتماد على هذا المبدأ من تفسير لظواهر الحياة، ثم وصول للقوانين التي تحكم هذه الظواهر وتساعد على مراقبتها ومن ثمة التحكم فيها.

جاء النص على الصياغة المنطقية التالية:


* إما أن تخضع ظواهر الكائنات الحية للحتمية أو تكون قو عمياء.
* لكن ظواهر الكائنات الحية ليست قوة عمياء.
* إذن تخضع ظواهر الكائنات الحية لحتمية مطلقة.












نقد وتقييم النص

فق الفيزيولوجي الفرنسي كلود برنار في التأكيد على أهمية مبدأ الحتمية كمبدأ علمي عقلي يحكم ظواهر الطبيعة جامدة كانت أو حية، فلو كانت هذه الظواهر غير محددة لما أمكن دراستها ولا التجريب عليها، كما وفق أيضا في تبرير النتائج المحققة في ميدان البيولوجيا باعتماد التجريب القائم على الحتمية، لكنه بالغ كثيرا عندما وصفه بالمبدأ المطلق، فمن بين علماء الظواهر الفيزيائية من يطرح (هيزنبرغ) فكرة اللا تحديد واللاحتمية ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعوالم المتناهية في الصغر الميكرو فيزياء عالم الذرة أو عالم الإلكترون الذي يعرف بحركته العشوائيه، كما يعرف أيضا بعدم القدرة على تحديد سرعته، مما دفع بالبعض إلى القول بأن ما يصدق على الظواهر الكلية لا يصدق على العناصر الجزئية المشكلة لها، وإذا كان العلم يعد الحديث عن المطلق حديثا ما ورائيا ميتافيزيقيا فما مبرر الحديث عن حتمية مطلقة إذا تعلق الأمر بالمادة الحية.






حل المشكلة:
نستنتج مما سبق أن مبدأ الحتمية الذي يحكم المادة الجامدة، هو نفسه الذي يحكم المادة الحية، هذا الايمان وحده الذي يجعل تفسير ظواهر الحياة والتحكم فيها ممكنا، لكن ليست كمبدأ مطلق، إنما هو مبدأ نسبي شأنه شأن القضايا العلمية الراهنة.

مرحلة فهم النص ضرورية قبل التحليل ، لكنها قد تبدو للبعض غير ممكنة عبر الكلمات ، لذا عملنا على إرفاق هذا العمل بفيديو توضيحي من قناتنا على اليوتيوب ، يتضمن الفيديو مرحلة تفكيك النص وفق الآليات المتعارف عليها. 




مشاهدة ممتعة.




google-playkhamsatmostaqltradent