يقترب الموسم الدراسي من نهايته ، مع هذه النهاية يتجدد السؤال القديم ، كيف نستعد للإمتحان مادة الفلسفة ؟ وكيف نختار الموضوع المناسب في شهادة البكالوريا؟
للإجابة عن هذا التساؤل تقتضي تقسيم الموضوع إلى جزئين كما يلي:
ما قبل الامتحان
اولا: اعلم أن التوكل الحقيقي على اله عزو جل ، يعني الأخذ بالأسباب قدر المستطاع ، وترك النتائج على من بيده مفاتيح كل شيء.
ثانيا : الاستعداد الحقيقي للإمتحان يبدأ مع بداية الموسم الدراسي إن لم نبالغ بالقول مع بداية مرحلة التعليم الثانوي.
ثالثا : يجب الابتعاد عن التكهنات والتوقعات واختزال المراجعة في وحدات معينة دون غيرها من الوحدات المقررة فكل الدروس المقررة يمكن اعتبارها مشروعا مقترحا لامتحان البكالوريا.
رابعا : التمكن من جميع طرق المقال المقررة ، فلا فرق بين المقارنة والجدل والاستقصاء أو النص الفلسفي ، كلها تعد منهلا جيدا لتحقيق أعلى العلامات.
خامسا : راجع كل الدروس في يومها ، وعد إليها كلما سمحت لك الفرصة ، واعلم أن الفهم الجيد مع الاحتفاظ الجيد ، هما طريقك المختصر إلى النجاح.
سادسا : عود نفسك على ممارسة الكتابة الفلسفية بالتمرين ، وعلى قراءة النصوص الفلسفية وفهمها ونقدها وتجاوزها ، فهذا هو السبيل الوحيد لتحسين الإنشاء الفلسفي ، واكتساب اللغة الفلسفية الراقية.
أثناء الامتحان.
أولا : الإبتعاد عن المذاكرة في اللحظات الأخيرة التي تسبق الامتحان فمن شأن هذا، أن يحدث زوبعة ذهنية لأفكارك ، في وقت أنت في غنى عنها.
ثانيا : الابتعاد عن القلق و الخوف والارتباك غير المبرر، فمن شأن هذا أن يقلل من تركيزك و من ثمة على قدرتك في استحضار افكارك.
ثالثا : امنح لنفسك الوقت الكافي من أجل قراءة موضوع الامتحان كاملا من أول موضوع الى آخر موضوع .( يمكن أن تصل هذه المدة إلى 30 دقيقة ) ليتسنى لك التأني و الفهم الجيد ، وبالتالي اختيار الموضوع الذي يلائم تحضيرك وقدراتك الذهنية.
رابعا : هذه ليست فرصة لاكتشاف ذاتك ، إنما هو اختبار لذا حاول أن تختار موضوعا يناسب قدراتك و أفكارك موضوعا يساعدك على التحليل والتركيب و التجاوز والتدعيم وإعادة البناء من جديد.
خامسا : استعمل المسودة ، ضع مخططا أوليا لإجابتك ، ارسم تصميما ذهنيا كاملا لمقالك.
ساسا : المقال الفلسفي ليس حشو أقوال فلاسفة ومفكرين ، المقال الجيد هو الذي يتضمن التحليل والفهم الجيد والتوظيف الجيد للأفكار و الأقوال وإن قلت ، دون اجترار وتكرار أو سرد واستطراد.
سابعا : حاول الابتعاد عن الصيغ النمطية قدر الإمكان، كقولهم الإنسان فضولي بطبعه اجتماعي .... الخ ، حاول التمهيد لمقالك بأسلوب ، يشع بالابداع ومخالفة المألوف.
ثامنا : تجنب أيضا الصيغ المستهلكة ، مثل قولهم لقد بالغ ، يرى أنصار هذا الطرح ، …. استبدلها بصيغ أخرى.
تاسعا : لب المقال وجوهره ، وعموده الفقري فهم السؤال، وتوظيف الأفكار الملائمة ثم احترام المنهجية بخطواتها و مضمونها.
عاشرا : ضع أفكارك في فقرات مترابطة ومتسلسلة تخلو ، من التناقض والتضارب فحقيقة المقال الفلسفي تكمن في كونه بناء منطقي متناسق ، يتوافق أوله مع آخره .
اكتب بأسلوب بسيط غير متكلف خال من الأخطاء اللغوية والنحوية والصرفية ، فمن شأن ذلك أن يؤثر على المقال.
اكتب بخط مقروء واضح ، ضع النقاط والفواصل ، وتجنب كل ما من شأنه المساس بجمالية الورقة لأن ذلك يلعب دورا كبيرا في عملية التصحيح.
أجب بتأني وهدوء ولا تقع في فخ اختيار موضوع آخر بعد مرور نصف الوقت ، أو في نهاية الامتحان فهذا يتشتت الذهن بين الموضوع الاول و الثاني ويؤثر على التركيز.
استغل كل لحظة من مدة الامتحان ولا تفكر في الخروج قبل مراجعة الوثيقة جيدا فليس المهم مغادرة القاعة بقدر ما تهم نتيجة المغادرة .
لا تفكر كثيرا في الامتحان الماضي ، بل استعد للقادم.
بالتوفيق للجميع إن شاء الله.