المجال التعليمي: إدراك العالم الخارجي
الوحدة التعليمية: اللغة والفكر
الموضوع تحليل نص لحنفي بن عيسى المرجع الكتاب المدرسي ص 23
حنفي بن عيسى |
مرحلة فهم النص
1- المصطلحات المفتاحية
اللغة - الفكر - علاقة وطيدة - لايجوز فصل اللغة عن الفكر - التعبير الطبيعي الفطري - التعبير الوضعي الإصطلاحي.
2- أفكار النص
إن الإنسان …. أساليب مدروسة.
الأسباب التي تدفعنا إلى الإقرار بعدم إمكانية الفصل بين اللغة والفكر.
على أنه ينبغي …..وما إلى ذلك
خصائص التعبير الانفعالي.
وأما الوضعي …. مجردا
خصائص وقيمة التعبير الاصطلاحي.
مرحلة التحليل
طرح المشكلة:
يندرج النص الذي بين أيدينا ضمن إطار فلسفة المعرفة، إذ يتطرق إلى قضايا اللغة وقيمتها وخصائصها، وهو مبحث قديم اهتم به العقل البشري قديما، مع اليونان، لكن هذا الموضوع أخذ بعدا أخرى في العصور اللاحقة، أين نظر الفلاسفة واللغويين إلى علاقتها بالفكر، فاعتقد البعض أنهما شيء واحد، بينما رأى البعض الآخر أنهما متمايزان ومنفصلان، وكان من بين الذين تناولوا هذا الموضوع بالدراسة والتحقيق الباحث والمفكر الجزائري المعاصر حنفي بن عيسى "1932إلى 1999" والذي حاول من خلال نصه هذا بيان موقفه من هذه العلاقة، بعد إجابته عن سؤال مفاده:
إذا كان الانفعال لا يعد لغة اصطلاحية، فلماذا نعتقد أن الفكر منفصل عن اللغة؟
محاولة حل المشكلة:
موقف صاحب النص:
يرى حنفي بن عيسى بأن اللغة الاصطلاحية هي التي تعطي للإنسان وجوده الأسمى، و تؤكد تميزه عن باقي الأنواع التي تدخل معه تحت نفس الجنس، وهذا بالنظر إلى ما حققه بعد الإعتماد على اللغة الاصطلاحية، إن على المستوى الفردي أو الاجتماعي، وهو ما يعني استحالة الفصل بين اللغة والفكر، على أن المقصود باللغة هنا هو التعبير الاصطلاحي دون غيره من أنواع التعبير التي يستخدمها الإنسان. عبر عن هذا في قوله"فلايجوز فصل اللغة عن الفكر"، وقوله ايضا "بين اللغة والفكر علاقة وطيدة".
حجج وبراهين صاحب النص:
اعتمد حنفي بن عيسى في تأسيس موقفه على الحجة الواقعية عندما ربط بين اللغة الاصطلاحية والفكر من جهة، وما حققه الإنسان من رقي فكري وتقدم حضاري من جهة أخرى. كما اعتمد على الحجة النفسية عندما بين دور اللغة الاصطلاحية في إبراز ما نفكر فيه، فهي وسيلة مناسبة للتأمل و والغوص في اعماق النفس، وفي أكثر المسائل تجريدا وابتعادا عن الواقع المادي، لا يقتصر الأمر عند هذا الحد، لكنها تملك القدرة تجريد الفكر وتنظيمه، ونقله من طابعه الانفعالي الشخصي غير المفهوم، إلى طابع اجتماعي أكثر تنظيما وقابلية للفهم، عبر القوالب اللغوية الجاهزة التي تقتصر الكثير من الجهد والوقت، كما اعتمد أيضا على الحجة العقلية القائمة على المقارنة بين التعبير الانفعالي واللغة الاصطلاحية من جهة الطبيعة والقيمة.
جاء النص علىالصياغة المنطقية التالية:
- إمان تتربط بين اللغة والفكر علاقة إتصال أو علاقة إتصال.
- لكن يستحيل فصل اللغة عن الفكر.
- إن بين اللغة والفكر علاقة ارتباط لا تنفصم.
نقد وتقييم الحجج والبراهين:
وفق حنفي بن عيسى في إثبات موقفه الرافض للفصل بين اللغة والفكر، وذلك ما يؤكده الواقع، لأن مجرد محاولة التفكير بدون كلمات لهي محاولة عديمة الجدوى كما كما يقول هيغل، غير أن صاحب النص اهتم بوظائف اللغة اكثر من اهتمامه بطبيعة اللغة والفكر، وهو ما يجعل هذا النص متشعب المواضيع، بالإضافة إلى ذلك فعجز اللغة في نقل الجانب الشخصي من تجاربنا الذاتية غير الاجتماعية، تجعل أي حديث عن المطابقة التامة بينهما أمر لا يثبته الواقع.
الرأي الشخصي:
في اعتقادي الشخصي فإن إثبات العلاقة القائمة بين اللغة والفكر، يحتاج إلى دراسة طبيعة كل منهما أكثر مما يحتاج للحديث عن وظائفهما، رغم ذلك فهما متداخلان في الوظيفة مع أنهما غير متطابقين تماما، لذلك فلابد من الحذر في استعمال اللغة، ولابد ايضا من إخضاعها لتعديلات شاملة وعميقة، لأن واجب اللغة هو أن تكون من السيولة والمرونة بمكانة، تؤهلها للتعبير عن الفكر الحر في سيولته و ديمومته واستمراريته.
حل المشكلة:
بالنظر إلى إلى دور اللغة في إبراز الفكر وفي نقله من طابعه الإنفعالي الشخصي إلى اعتباره ظاهرة اجتماعية، وبالنظر إلى الوظائف الكثيرة المنوطة باللغة، فإنه يجب العدول عن الفصل بين ما نسميه فكرا وما نعتبره لغة، فهما وإن اختلفا في الاسم إلا أنهما يشتركان في الوظيفة، رغم عدم التناسب بينهما.