اللغة خاصية انسانية |
نص السؤال:
هل اللغة من طبيعة عضوية بيولوجية أم روحية ذهنية؟
فهم السؤال:
اللغة من طبيعة عضوية بيولوجية أي أنها من وظائف الجهاز الصوتي، أحبال صوتية لسان حنجرة شفتين .....مما يعني أن الأصوات التي يصدرها الحيوان يمكن اعتبارها لغة أيضا.
اللغة من طبيعة روحية ذهنية: اي أن الكلام وظيفة ثانية للجوارح المذكورة أعلاه، وهي في حقيقة من وظائف الفكر.
طرح المشكلة:
إن القول أو الكلام الذي تنعكس فيه الحياة الفيزيولوجية كالأكل والنوم والشرب ليس من شأنه أن يخلع على صاحبه الصفة البشرية، فالكلام فيما يرى السيكولوجيون المعاصرين ليس مجرد وظيفة عضوية أو فيزيولوجية مما يحصر اللغة في الانسان دون غيره، في الوقت الذي يذهب بعض العلماء الفيزيولوجيين إلى القول إنها مجرد وظيفة عضوية، مما يوحي بأن للحيوان لغة فهل اللغة نشاط فيزيولوجي عضوي أم سيكولوجي نفسي؟ أو بعبارة أخرى هل يمكن وصف أصوات الحيوان باللغة؟
محاولة حل المشكلة:
عرض القضية:
ومما يؤكد هذا الموقف ما وصل إليه العالم الفيزيولوجي فون فريتش الذي اثبت من خلال تجاربه على مجتمع النحل أن هذه الحشرة تملك نظاما رمزيا (رقصات على شكل 8، عدد الدورات نوع النشاط ...) يكشف عن وجود الطعام ونوعه، وبعده عن الخلية واتجاهه، ليس هذا فحسب فقد أثبت أنصار المدرسة السلوكية أن للحيوان قدرة تماثل قدرة الإنسان في التعلم، واثبتوا أيضا أن للشمبانزي 32 صوتا وللقرد 10 أصوات وللدجاجة 12 صوتا، كما بينوا أيضا أن أنثى الفراش بإمكانها الاتصال بالذكر عن طريق الشم بفضل ما تبثه في الجو من روائح. مما يؤكد في نظرهم أن اللغة مجرد نشاط عضوي فيزيولوجي، وأن الحيوانات تملك نظاما رمزيا لغويا شبيه بالإنسان.
نقد القضية:
يرى بعض العلماء الفيزيولوجيين أمثال مونتيتني وكارل فون فريتش أن اللغة مجرد وظيفة عضوية فيزيولوجية، مما يعني أن للحيوان لغته الخاصة، حيث أنطلق هؤلاء من مسلمات مفاده أن اللغة معطى طبيعي ولما كان من المعطيات الطبيعية، لزم أن تكون موجودة لدى جميع الكائنات الحية، وهي ليست خاصة بالإنسان.
ومما يؤكد هذا الموقف ما وصل إليه العالم الفيزيولوجي فون فريتش الذي اثبت من خلال تجاربه على مجتمع النحل أن هذه الحشرة تملك نظاما رمزيا (رقصات على شكل 8، عدد الدورات نوع النشاط ...) يكشف عن وجود الطعام ونوعه، وبعده عن الخلية واتجاهه، ليس هذا فحسب فقد أثبت أنصار المدرسة السلوكية أن للحيوان قدرة تماثل قدرة الإنسان في التعلم، واثبتوا أيضا أن للشمبانزي 32 صوتا وللقرد 10 أصوات وللدجاجة 12 صوتا، كما بينوا أيضا أن أنثى الفراش بإمكانها الاتصال بالذكر عن طريق الشم بفضل ما تبثه في الجو من روائح. مما يؤكد في نظرهم أن اللغة مجرد نشاط عضوي فيزيولوجي، وأن الحيوانات تملك نظاما رمزيا لغويا شبيه بالإنسان.
نقد القضية:
لا شك أن هناك تشابه من الناحية الفيزيولوجية بين بعض الحيوانات الراقية والإنسان، لكن ليس بإمكان هذه الحيوانات أن تتكلم يقول بول غيوم:" إن حنجرة الشمبانزي بمقدورها إصدار بعض الألفاظ الإنسانية، لكن لا يلاحظ أي مجهود في هذا الاتجاه ولا أي ميل نحو التقليد فالشمبانزي ليس حيوانا مقلدا للأصوات "، ثم إن الإشارات التي يزخر بها عالم الحيوان ليست من اللغة في شيء، فهي لا تخدم إلا الجوانب العضوية البيولوجية الغريزية الراهنة وليس هذا شأن اللغة لدى الإنسان.
عرض نقيض القضية:
يرى أنصار المدرسة اللسانية المعاصرة والفلاسفة العقلانيون أن الحيوان لا يمتلك لغة وأن هذه الأخيرة محصورة في اللفاظ والرمز التي يستعملها الإنسان بغرض التواصل، فالحيوان ولو تعلم شيئا من الرموز فإنه يظل عاجزا عن نقله على غيره، ولا تدرك قيمة ما تردد من أصوات.
ومما يؤكد ذلك في نظر ديكارت أن الحيوان لا يملك القدرة على التعبير عن أفكاره مثل الإنسان، بينما الاستعمال الحقيقي للغة أو الكلام هو الذي ينطبق على أفكار يحملها المتحدث في ذهنه، إضافة على ذلك فالمتحدث يعي ما يقول ويردد، أي ان خلف اللغة عقل ينظم ويبدع ويوظف هذه الإشارات والرموز في مجالات مختلفة، وإذا كان دي سوسير يعرف اللغة بأنها نظام من العلامات التي تعبر عن أفكار فهي خاصية إنسانية كون الإنسان الوحيد القادر على وضع هذه الرموز والاتفاق عليها وتناقلها بين الأجيال المختلفة، بل إن الكلام في حد ذاته ليس له عضو خاص به كما هو الحال في الوظائف الفيزيولوجية الأخرى يقول أمبرودان "إن اللغة لا تستجيب لضرورة عضوية مل التنفس والتنقل، فليست للغة أعضاء خاصة وإنما لها أعضاء مستعارة بالغة التنوع" ، فيشترك في تحقيق اللغة عند الإنسان عدد من الوظائف العقلية مثل التصور والذاكرة والانتباه إلى جانب الوظائف العضوية، لذا فلا عجب إذا كان يعرف الإنسان بأنه حيوان متكلم.
نقد نقيض القضية:
صحيح أن لغة الإنسان متميزة عما هو موجود لدى الحيوان من أصوات وإشارات، كما وكيفا من حيث المجالات التي تعتمد على اللغة، ومن حيث الكم اللفظي لدى الإنسان، غير أن الدراسات الفيزيولوجية الحديثة لا تزال في سعيها الحثيث علها تثبت في المستقبل ما عجزت عن اثباته إلى حد اللحظة.
التركيب
التواصل الحيواني لا يرقى للمستوى الذي عرفته اللغة لدى الإنسان، فهو تواصل محدود وساذج في غياب الوعي والقصد، لتبقى اللغة خاصية إنسانية لارتباطها لدى الإنسان بالوعي والقصد والقدرة على الاستعمال، يقول هالدان: أن الطفل عندما يقول لأمه: إنني جائع أو اريد أن أنام لا يزال حيوانا، ولكنه عندما يقول: هذا ما فعلته هذا الصباح، فإنه يبدأ في أن يكون إنسانا"
حل المشكلة:
تكمن ميزة اللغة الإنسانية في كونها لغة واعية قصدية ناتجة عن فكر كما أنها قابلة للتطور، أما الحيوان فيملك إشارات خاصة ناتجة عن غريزته، لغة الإنسان إبداعية هادفة تتلاءم مع كل أوضاع الكلام والمقاصد في نفس الوقت الذي تحمل قيمة جمالية عقلية لا يتخلى عنا الوعي أبدا، لذا فالكلام ليس مجرد وظيفة عضوية فيزيولوجية فقط لكن الأهم من هذا كله أنها وظيفة نفسية فيزيولوجية.
عرض نقيض القضية:
يرى أنصار المدرسة اللسانية المعاصرة والفلاسفة العقلانيون أن الحيوان لا يمتلك لغة وأن هذه الأخيرة محصورة في اللفاظ والرمز التي يستعملها الإنسان بغرض التواصل، فالحيوان ولو تعلم شيئا من الرموز فإنه يظل عاجزا عن نقله على غيره، ولا تدرك قيمة ما تردد من أصوات.
ومما يؤكد ذلك في نظر ديكارت أن الحيوان لا يملك القدرة على التعبير عن أفكاره مثل الإنسان، بينما الاستعمال الحقيقي للغة أو الكلام هو الذي ينطبق على أفكار يحملها المتحدث في ذهنه، إضافة على ذلك فالمتحدث يعي ما يقول ويردد، أي ان خلف اللغة عقل ينظم ويبدع ويوظف هذه الإشارات والرموز في مجالات مختلفة، وإذا كان دي سوسير يعرف اللغة بأنها نظام من العلامات التي تعبر عن أفكار فهي خاصية إنسانية كون الإنسان الوحيد القادر على وضع هذه الرموز والاتفاق عليها وتناقلها بين الأجيال المختلفة، بل إن الكلام في حد ذاته ليس له عضو خاص به كما هو الحال في الوظائف الفيزيولوجية الأخرى يقول أمبرودان "إن اللغة لا تستجيب لضرورة عضوية مل التنفس والتنقل، فليست للغة أعضاء خاصة وإنما لها أعضاء مستعارة بالغة التنوع" ، فيشترك في تحقيق اللغة عند الإنسان عدد من الوظائف العقلية مثل التصور والذاكرة والانتباه إلى جانب الوظائف العضوية، لذا فلا عجب إذا كان يعرف الإنسان بأنه حيوان متكلم.
نقد نقيض القضية:
صحيح أن لغة الإنسان متميزة عما هو موجود لدى الحيوان من أصوات وإشارات، كما وكيفا من حيث المجالات التي تعتمد على اللغة، ومن حيث الكم اللفظي لدى الإنسان، غير أن الدراسات الفيزيولوجية الحديثة لا تزال في سعيها الحثيث علها تثبت في المستقبل ما عجزت عن اثباته إلى حد اللحظة.
التركيب
التواصل الحيواني لا يرقى للمستوى الذي عرفته اللغة لدى الإنسان، فهو تواصل محدود وساذج في غياب الوعي والقصد، لتبقى اللغة خاصية إنسانية لارتباطها لدى الإنسان بالوعي والقصد والقدرة على الاستعمال، يقول هالدان: أن الطفل عندما يقول لأمه: إنني جائع أو اريد أن أنام لا يزال حيوانا، ولكنه عندما يقول: هذا ما فعلته هذا الصباح، فإنه يبدأ في أن يكون إنسانا"
حل المشكلة:
تكمن ميزة اللغة الإنسانية في كونها لغة واعية قصدية ناتجة عن فكر كما أنها قابلة للتطور، أما الحيوان فيملك إشارات خاصة ناتجة عن غريزته، لغة الإنسان إبداعية هادفة تتلاءم مع كل أوضاع الكلام والمقاصد في نفس الوقت الذي تحمل قيمة جمالية عقلية لا يتخلى عنا الوعي أبدا، لذا فالكلام ليس مجرد وظيفة عضوية فيزيولوجية فقط لكن الأهم من هذا كله أنها وظيفة نفسية فيزيولوجية.