وظائف اللغة |
طرح المشكلة
من بين القضايا التي اهتم بها علماء اللسانيات و الفلاسفة قديما وحديثا وظائف اللغة لدى الإنسان ككائن ناطق، وهو مبحث مهم في فلسفة المعرفة، كونه يبحث في طرق تواصل الإنسان مع العالم الخارجي، مما أثار نقاشا حادا وجدلا مستفيضا بين الفلاسفة، حول مهام اللغة ووظائفها، وعلى هذا الأساس جاء نص الإبستمولوجي الفرنسي المعاصر جورج غوسدروف 1912- 2000 ليوضح حقيقة وظائف اللغة ومدى انحصارها في الاحاطة ب " الأنا " ومن هنا نتساءل : ما وظيفة اللغة؟ ثم هل تقتصر في مجرد تحقيق التواصل الإجتماعي ؟
محاولة حل المشكلة
موقف صاحب النص
يرى الفيلسوف الإبستمولوجي الفرنسي جورج غسدروف أن الذات لا توجد وحدها في هذا العالم لكن الوجود يلزمها عليها التفاعل مع أشخاص آخرين ونسج علاقات معهم . ومهما يكن فالأنا ليس منغلقا على ذاته وليس ذاتية محضة، والإنسانية لا تتحقق إلا بالانفتاح على الغير ومشاركته الوجود والتواصل معه كشبيه؛ ولا يتأتى هذا إلا من خلال اللغة التي تبرز كوسيلة مجسدة لهذا التواصل، مما يعني أن مهمة اللغة لا يجب ان تقتصر على التعبير عن الذات أو المحيط الخارجي، بل لابد من تحقيق وظيفة التواصل مع الآخر عبر عن هذا في قوله: "بناء على هذا تضطلع اللغة في جوهرها بوظيفة تمتين رى التواصل، وتعزيز العلاقات بين الأفراد في سعيها إلى الاستمرارية والتطور" .
حجج وبراهين صاحب النص:
برر جورج غوسدروف موقفه بعدة حجج من بينها الحجة الواقعية، فالأنا حين يتكلم، يعد فعله هذا دليل على وجود آخر يخاطبه ويوجه إليه رسائله تلك، لعل هذا ينطبق أيضا على التجربة النفسية حسب أفكار النص، ففي حالة المناجاة أو الحوار الداخلي نعم هو حوار باطني، لكن هنا ننظر إلى الأنا كغير أو آخر لا بد من التواصل معه، يعتمد غوسدروف على حجة نفسية أخرى تتعلق بالطفل الصغيرالذي يعتمد في حقيقة الأمر على لغة طبيعية فطرية، لكنه يستعملها لغرض التواصل مع غير ومن يحيطون به، وإذا كان عاجز عن تلبية حاجياته البيولوجية الضرورية اعتمادا على نفسه فهو يوجه لغيره خطابا تواصليا يعتمد على الصراخ أو البكاء، لكنه في النهاية يحقق التواصل المنشود، كما اعتمد حجة انثروبولوجية عندما بين أن الإنسان البدائي قديما لم يحيا وحيدا ولا منفصلا أو مستقلا لكنه عاش في تجمعات صغيرة محدودة مثل القبيلة أو العشيرة، وفي الأخير نجد حجة اجتماعية يبين فيها أن هذا الأنا لا يتصور الآخر كند أو نقيض له، بل يرى وجوده ضروري بحيث لا يمكن الاستغناء عنه، وهذا التواصل ما كان ليتحقق في غياب اللغة.
جاء نص غوسدروف على الصيغة المنطقية التالية :
إما أن تكون وظيفة اللغة هي الإحاطة بالأنا أو تحقيق التواصل الاجتماعي .
لكن وظيفة اللغة ليست مجرد الإحاطة بالأنا.
إذن الوظيفة الجوهرية للغة هي تحقيق التواصل الإجتماعي.
نقد وتقييم النص:
لا ننكر أن أهم وظيفة للغة هي تحقيق التواصل الاجتماعي مثل تبادل الأفكار والمشاعر والحقائق بين شخصين أو أكثر، كما لا يمكن أبدا تصور وجود تجمع بشري دون تواصل وفي هذا السياق تقول جوليا كريستيفا إذا كانت اللغة مادة الفكر فهي أيضا عنصر للتواصل الاجتماعي، فلا مجتمع بدون لغة، كما أنه ليس هناك مجتمع دون تواصل" لكن أليس بالإمكان القول أن للغة وظائف أخرى؟ كالوظيفة الفكرية حيث تعطي اللغة الفرد القدرة على على الانفلات والهروب من الواقع بل ترميزه وتجريده، للغة أيضا وظيفة تنظيمية فهي تنظم حياة الأفراد والمجتمعات من خلال الاشارات التنظيمية والقوانين الاجتماعية.
حل المشكلة :
وفي الأخير نجد أن وظيفة اللغة تقتصر على التواصل الإجتماعي كهدف رئيسي لها ذلك لأن جميع انفعالات الفرد وكل ما يبوح به يقتضي وجود الآخر كطرف يتفاعل معه ويبادله الشعور وهذا يفرض وجود إطارا اجتماعيا للتأثير والتاثر, ولعل أغلب الوظائف التي يمكن للغة القيام بها مثل الاستكشاف والاخبار والتنظيم …… لا تخرج عن دائرة التواصل بين الأنا والآخر، ذلك أنه يستحيل على الفرد ممارسة هذه الوظائف والأفعال بمعزل عن المحيط الإجتماعي.
حجج وبراهين صاحب النص:
برر جورج غوسدروف موقفه بعدة حجج من بينها الحجة الواقعية، فالأنا حين يتكلم، يعد فعله هذا دليل على وجود آخر يخاطبه ويوجه إليه رسائله تلك، لعل هذا ينطبق أيضا على التجربة النفسية حسب أفكار النص، ففي حالة المناجاة أو الحوار الداخلي نعم هو حوار باطني، لكن هنا ننظر إلى الأنا كغير أو آخر لا بد من التواصل معه، يعتمد غوسدروف على حجة نفسية أخرى تتعلق بالطفل الصغيرالذي يعتمد في حقيقة الأمر على لغة طبيعية فطرية، لكنه يستعملها لغرض التواصل مع غير ومن يحيطون به، وإذا كان عاجز عن تلبية حاجياته البيولوجية الضرورية اعتمادا على نفسه فهو يوجه لغيره خطابا تواصليا يعتمد على الصراخ أو البكاء، لكنه في النهاية يحقق التواصل المنشود، كما اعتمد حجة انثروبولوجية عندما بين أن الإنسان البدائي قديما لم يحيا وحيدا ولا منفصلا أو مستقلا لكنه عاش في تجمعات صغيرة محدودة مثل القبيلة أو العشيرة، وفي الأخير نجد حجة اجتماعية يبين فيها أن هذا الأنا لا يتصور الآخر كند أو نقيض له، بل يرى وجوده ضروري بحيث لا يمكن الاستغناء عنه، وهذا التواصل ما كان ليتحقق في غياب اللغة.
جاء نص غوسدروف على الصيغة المنطقية التالية :
إما أن تكون وظيفة اللغة هي الإحاطة بالأنا أو تحقيق التواصل الاجتماعي .
لكن وظيفة اللغة ليست مجرد الإحاطة بالأنا.
إذن الوظيفة الجوهرية للغة هي تحقيق التواصل الإجتماعي.
نقد وتقييم النص:
لا ننكر أن أهم وظيفة للغة هي تحقيق التواصل الاجتماعي مثل تبادل الأفكار والمشاعر والحقائق بين شخصين أو أكثر، كما لا يمكن أبدا تصور وجود تجمع بشري دون تواصل وفي هذا السياق تقول جوليا كريستيفا إذا كانت اللغة مادة الفكر فهي أيضا عنصر للتواصل الاجتماعي، فلا مجتمع بدون لغة، كما أنه ليس هناك مجتمع دون تواصل" لكن أليس بالإمكان القول أن للغة وظائف أخرى؟ كالوظيفة الفكرية حيث تعطي اللغة الفرد القدرة على على الانفلات والهروب من الواقع بل ترميزه وتجريده، للغة أيضا وظيفة تنظيمية فهي تنظم حياة الأفراد والمجتمعات من خلال الاشارات التنظيمية والقوانين الاجتماعية.
حل المشكلة :
وفي الأخير نجد أن وظيفة اللغة تقتصر على التواصل الإجتماعي كهدف رئيسي لها ذلك لأن جميع انفعالات الفرد وكل ما يبوح به يقتضي وجود الآخر كطرف يتفاعل معه ويبادله الشعور وهذا يفرض وجود إطارا اجتماعيا للتأثير والتاثر, ولعل أغلب الوظائف التي يمكن للغة القيام بها مثل الاستكشاف والاخبار والتنظيم …… لا تخرج عن دائرة التواصل بين الأنا والآخر، ذلك أنه يستحيل على الفرد ممارسة هذه الوظائف والأفعال بمعزل عن المحيط الإجتماعي.