![]() |
الإحساس والإدراك |
المواقف والنظريات التقليدية
الإحساس والإدراك المجرد.
وهنا نتناول النظرية التقليدية التي تعطي الأولوية لما يتمتع به الفرد المدرك من قدرات وإمكانيات ولكن هذا الاتفاق يظل نسبيا ذلك أن العقليين يردون الإدراك إلى طبيعة عقلية مجردة أما الحسيون فيقرون بالطابع الحسي لها وإن كان يتفقان حول التمييز بين الإحساس والإدراك. لكن أيهما أسبق الإحساس أم الإدراك؟
أ- النظرية الذهنية (العقلية):
هذه النظرية تعتبر الوظائف العقلية كالذكاء والتذكر والتصور والتخيل.... هي أساس إدراكنا للعالم الخارجي ومن أهم أنصارها ديكارت
01-المعرفة بالجزئيات ت والمعرفة بالكليات.
يتجاوز الفلاسفة العقليين المعرفة الحسية من منطلق أن الإحساس وحده لا يحقق معرفة مجردة إلى فالحاسة لا تدرك سوى عوارض الأجسام وهذه الصفات العرضية لا تمثل مفهوما أو معنى كليا فبالتالي لا ترقى إلى مصاف المعرفة المجردة.
الإحساس يثير العقل لتحقيق معرفة مجردة .فالإحساس لا يخبر العقل عن النقيض المتخيل وهذه الوظيفة موكلة للعقل فمعنى هذا أن الحاسة تثير نشاطاتنا العقلية لتوصلنا إلى المعرفة المجردة.
02-من المعرفة الظنية إلى المعرفة اليقينية:
الإحساس اقل قيمة من الإدراك لأن المعرفة فيه ظنية وعامة و الإدراك يقتضي تعقل الموضوع المدرك
مناقشة: العقليون يعتبرون أن اغلب ادراكاتنا صادرة بصورة قبلية عن العقل لكن أهم ما يؤخذ عليهم التمييز بين الإحساس والإدراك ليس له ما يبرره حسب ما ذهب إليه علم النفس الحديث.
ب-النظرية الحسية (الترابطية):
كما نجد الحسيين يقرون بالتمييز بينهما انطلاقا من درجة التعقيد فالمعرفة عندهم ناتجة عن تآلف جمع بين الإحساس البسيط والإحساس المركب وهنا تسأل ماهو دليل الحسيين في إمكانية بناء معارفنا على الإحساس والتجربة الخارجية.
01- التجريب بدل التجريد
- مقياس الحقيقة هو التجربة والإحساس لا العقل والأفكار الكلية دلك
إن صدقها يتوقف على اعتبارها مقياس لمعرفة الأشياء الصحيحة من غيرها ومن هنا فانه لا مناص من العودة إلى المصدر الذي استقينا منه أفكارنا الكلية ومعنا هذا أن التجربة الحسية أحرى بان تكون مقياسا
-الإدراك العقلي نفسه مكتب من مكاسب الخبرة داك أن العقل حسب الرواقيون صفيحة بيضاء وصور المحسوسات هي مصدر أفكاره
الخبرة بدل الفطرة
ليس ثمة أفكار فطرية بل خبرة مكتسبة ذلك أن الإنسان لا يمكنه أن يتعرف على الأشياء إلا بعد إدراكها بالحواس .
ليس ثمة أفكار مجردة بل انطباعات حسية ذلك إن الرجل البدائي لم يطيق التعامل مع المجردات من تصورات و أفكار و مفاهيم و استطاع ذلك مع الانطباعات الحسية
نقدر مناقشة: الحواس ليس بمقدوره الوصول للمعرفة الإدراكية , و لا يمكن جعل الإدراك مجرد ترابط للإحساسات في الذهن لأن الإدراك المسالة لها طابعها الخاص .كما أن علم النفس الحديث يرفض هذا التمييز بين الإدراك والإحساس ولا يجد له مبرر لان الظواهر النفسية كلا متكامل.
وخلاصة القول إن ما توصل إليه أصحاب النظريات التقليدية لم يستطع حل المشاكل المطروح لأنه حول النقاش إلى نقاش فلسفي متطرف ومذهبي. فهل من نظرة جديد لطبيعة هذه العلاقة تتجاوز هذه النظرة.
خاتمة :وخلاصة القول أن التميز بينهما يعتبر تصورا فلسفيا له أسبابه غير أن الأبحاث العلمية أثبتت العكس ذلك أن المعرفة الإدراكية الحسية خاصية إنسانية اكتسبت خصوصياتها من خلال التفاعل والانفعال بين الذات المدركة والعالم الخارجي .