تحليل نص ايمانويل كانط
طرح المشكلة:
مجال النص فلسفة القيم الأكسيولوجيا.
موضوعه الواجب الأخلاقي
كتب الفيلسوف الألماني المثالي كانط نصه هذا لتبيان حقيقة الأوامر
الأخلاقية الصادرة عن العقل ومصدرها ومن ثمة كيفية التمييز بينها.
فما هي حقيقة الأوامر الأخلاقية؟ وهل تعتبر جميعا أساسا للواجب الأخلاق؟
محاولة حل المشكلة:
موقف صاحب النص:
يرى ايمانويل كانط أن الأوامر الأخلاقية نوعان مشروطة ومطلقة، الأولى مقيدة بغاية محددة وآنية يحكمها المبدأ القائل من أراد الغاية أراد الوسيلة أيضا، اما الثانية فهي أوامر مطلقة لا تتعلق بواقع الفعل ولا مضمونه إنما بشكله ومبدئه فهي تقوم بالفعل لذاته وليس لغاية مرتبطة به، وهو أساس كل واجب أخلاقي حسب كانط.
براهين صاحب النص:
يعتمد كانط في اثبات موقفه إلى الحجة الواقعية يعيش الإنسان في عالم يتطلب
منه أوامر مقيدة ومشروطة بذاته ومنافعه وأهدافها وغايته ....، في نفس الوقت الذي
يجب عليه أن يجسد الحياة الأخلاقية السامية التي لا ترتبط بوسيلة بل تعد غاية في
ذاتها
الحجة العقلية العالم الأول نعرفه وندرك أسبابه وبواعثه وغاياته، أما الأمر
المطلق فلا نعلم عنه شيئا أكثر من ارتباطه بالإرادة الخيرة التي تقوم بالفعل بكامل
حريتها وارداتها، وهي تنظر إلى هذا الفعل كمبدأ عام مطلق يصلح أن يكون تشريعا
لجميع الناس.
جاء النص على الصياغة المنطقية التالية:
الأوامر الأخلاقية إما مطلقة أو مشروطة بغاية.
لكن الأمر المشروط مرتبط بواقع الفعل.
إذن يتأسس الواجب لأخلاقي
على الأوامر المطلقة.
نقد تقييم الحجج والبراهين
الأمر المطلق مرتبط بالنية الحسنة والإرادة الخيرة التي تنشد الخير في
ذاته.
لكن الأمر المطلق أمر صوري شكلي كونه لا يتعلق بواقع الفعل ولا مضمونه.
عارض ماكس شيلر هذا النوع من الأوامر لأن تقويم السلوك من خلال النوايا أمر
مستحيل، وأكثر من هذا كل فعل سواء كان خير أو شر.
حل المشكلة:
إذا كان الأمر الخلاقي هو القانونرالصادر عن الإرادة الخيرة التي تعمل وفق تشريعات العقل الكلية والقبلية والضرورية ، غير المحددة بوسائل والتي هي غاية نفسها وذاتها، ( اعمل الخير من أجل الخير واطلب العلم من أجل العلم .. ) فهي أوامر شريفة نقية خالية من الشوائب، لكنها في الوقت ذاتها لا تثري التجربة الذاتية للإنسان ولا تغير من اقعه، مما يدفع الإنسان إلى البحث عن نوع آخر من الأوامر يؤثر في واقعه لعله الأمر الشرطي.