تحليل نص طبيعة الذاكرة " الذاكرة وظيفة عضوية " لتيودول ريبو

ابو محمد المعتصم
الصفحة الرئيسية
الحجم


فهم النص:





نص طبيع الذاكرة لتيودول ريبو






تحليل النص:



طرح المشكلة:

يندرج النص الذي بين أيدينا ضمن مجال فلسفة المعرفة ، كونه يعالج أحد موضوعات الهامة والمتعلقة بإدراك العالم الخارجي ، هو طبيعة الذاكرة ، وهو أحد الموضوعات الفلسفية قديمة الطرح ، حيث عرف لدى فلاسفة اليونان ، غير أنه أخذ بعدا آخر في العصر الحديث والمعاصر، حين انتقل من اهتمام الفلاسفة إلى اعتباره موضوعا للعلم ، وكان ممن حمل لواء الطابع العلمي للذاكرة الفيلسوف وعالم النفس والفيزيولوجيا الفرنسي المعاصر تيودول ريبو هالفاكس " 1839- 1916" والذي رفض التصورات السابقة التي فسرت طبيعة الذاكرة بردها لشعور الفرد ، من خلال إجابته عن سؤال مفاده: أين تحفظ الذكريات في حالة كمونها ، و هل يكفي القول بردها إلى الجهاز العصبي للتعبير عن طبيعة الذاكرة؟






محاولة حل المشكلة:

موقف صاحب النص:

يرى علم النفس و الفيزيولوجي المعاصر تيودول ريبو أن القول بالطابع المادي للذاكرة يكفي لتبرير طبيعتها، فالذاكرة في حقيقتها ظاهرة بيولوجية بالماهية سيكولوجية بالعرض، أما الذكرى فهي لا تزيد عن كونها ذلك الأثر المادي الذي يتولد عن الإدراكات والانطباعات الماضية، في الخلايا العصبية المنتشرة على القشرة الدماغية ، فالذاكرة ترتبط بالجهاز العصبي الذي من وظائفه الاساسية الحفظ، الذكريات المحفوظة تسترجع تحت تأثير منبهات خارجية، عندها تنبعث الذكرى من جديد، ورد هذا في قوله: " الذاكرة وظيفة عامة للجهاز العصبي ، أساسها خاصية العناصر في الاحتفاظ بالتغير الوارد عليها وفي تكوين الترابطات ".

حجج وبراهين صاحب النص :

لتدعيم موقفه جمع ريبو بين حجج بعضها علمي وآخر نفسي شعوري ، حيث بين الارتباط الوثيق بين الذاكرة والوظائف الحيوية التي تقوم بها العضوية ، كالتغذية تحديدا و الارتباط بالدورة الدموية ، وهما عاملان ّأساسين في حفظ الذكريات " قوام الذاكرة كله ، الذي هو الاحتفاظ … الشروط الأساسية للحياة". واعتمد الحجة العقلية المتمثلة في البرهان بالخلف ، حين أبطل الموقف القائل بأن الذاكرة من طبيعة روحية شعورية، فهو طرح صوري مجرد بعيد عن الطرح العلمي الموضوعي، مما يؤكد تهافت هذا الطرح، واسترسل ريبو في الدفاع عن موقفه من خلال حديثه عن الحجة النفسية، حين بين أن هذا الفهم الجديد، " الطابع المادي للذاكرة " مكنه من تفسير وظيفة النسيان، ومن معرفة المسار الذي تسلكه بشكل مستمر ، بحيث تنتقل من الحديث إلى القديم، ومن الأفكار إلى العواطف إلى الأفعال ، وقد عبر عن هذا بقوله إن التلف يصيب الأحدث في التكوين،

جاء النص على الصيغة المنطقية التالية:

إما أن تكون الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية أو سيكولوجية بالعرض.

لكنها ليست سيكولوجية بالعرض

إذن حقيقة الذاكرة أنها ظاهرة بيولوجية مرتبطة بالجهاز العصبي.








نقد وتقييم النص:

وفق ريبو في إضفاء البعد العلمي على موضوع الذاكرة، فالشروط الأساسية للحياة أساسية أيضا لعملية التذكر، وهي فكرة رائجة مقارنة بالتفسير النفسي، غير أن ريبو اكتفى بالحديث عن الجانب المادي لعملية التذكر وتجاهل الجانب النفسي، ثم ان الانبعاث العجيب للذكريات كما يقول لا يرد إلى قانون التراجع وحده، بقدر ما يرد إلى عجز الجهاز العصبي عن التعرف على الذكرى رغم وجودها كما يقول برغسون في تفسيره، وماذا عن الحالة التي تفقد فيها الذكريات دون حادث جسماني ، ولما نحفظ للشيء الواحد صورة واحدة رغم اتصالنا به في صور وهيئات مختلفة؟ ولو صح منطق لحفظنا لكل من حولنا بدل الصورة الواحدة ألف، كل هذا يوحي أن التفسير المادي للذاكرة لا يتجاوز الذاكرة الحركية " ذاكرة العادة " المخزنة في الجسم، وفي المقابل هناك ما هو أهم الذاكرة التصورية الحقة.






الرأي الشخص:

ليس المنطقي أن نوافق تيودول ريبو فيما ذهب إليه من القول بأن الذاكرة من طبيعة فيزيولوجية خالصة، كيف لا وهو تفسير يترك عديد التساؤلات محيطة به.






 
حل المشكلة:

حقيقة الذاكرة أنها أمر مركب ومعقد ، ولا يمكن تفسير برده إلى جهة دون أخرى، إنما هي قائمة على على عوامل متفاعلة فيما بينها ، بعضها بيولوجي عضوي، والآخر سيكولوجي روحي، دو أن ننسى الوسائل التي يضعها بين أيدينا المجتمع لتنظيم ذكرياتنا والتعبير عنها.


google-playkhamsatmostaqltradent