مقارنة بين العلم والفلسفة

ابو محمد المعتصم
الصفحة الرئيسية

مقارنة بين العلم والفلسفة
مقالة فلسفية
 

الموضوع

 قارن بين الفلسفة والعلم.

1-   



طرح المشكلة:

         كلمة معرفة ملتبسة المعاني ولها درجات يمكننا تحديدها كما فعل هربرت سنسر حين ميز بين المعرفة الدنيا أو العامية ثم المعرفة البصيرة والمنتظمة أي العلمية ثم المعرفة العليا والتركيبية أي الفلسفية فلو تركنا المعرفة الدنيا أو العامية جانبا لأدركنا مدى التمايز والاختلاف بين المعرفة العلمية والمعرفة الفلسفية. فإذا كان هناك اختلاف بين العلم والفلسفة فهل يعني هذا عدم وجود تشابه بينهما؟ ثم ما طبيعة العلاقة التي تجمع بينهما؟

محاولة حل المشكلة:

أوجه الاختلاف:

 تختلف الفلسفة عن العلم في مستويات عدة من بينها التعريف، فيمكن القول عن الفلسفة أنها العلم بالحقائق المطلقة الكامنة وراء الوجود في حين أن العلم هو مجموعة من الحقائق المتعلقة بموضوع واحد والمرتبطة فيما بينها بطريقة واحدة، تبحث الفلسفة في القضايا الفكرية الكلية والمجردة المعقولة كالعولمة والعدالة والأخلاق، بينما يتناول العلم قضايا مادية محسوسة كالطاقة والضوء والحركة، هذه الموضوع يستوجب اعتماد التجريب وخطواته المختلفة من ملاحظة وفرضية وتجربة بينما تعتمد الفلسفة في دراسة موضوعاتها على التأمل العقلي والمنهج الاستنتاجي وما يقوم عليه من تحليل وتركيب، تظل القضايا التي تبحث فيها الفلسفة مفتوحة للنقاش والإثراء كونها تهتم بالتساؤل اكثر من الجواب بينما تحظى قضايا العلم بالإجماع في أغلب الأحيان، العالم رجل اختصاص فهو يحصر بحثه في نوع معين من المسائل( الكيمياء الفيزياء)، بينما الفكر الفلسفي العموم والشمول (فلسفة العلوم ، الميتافيزيقا).





أوجه التشابه:

 يلتقي العلم مع الفلسفة في مستويات عدة أهمها المصدر فهما يصدران عن العقل البشري ويعبران عن قضاياه وانشغالاته في مختلف المجالات، أما عن نشاطهما فيكمن في إثارة فضول هذا العقل وسعيه الدؤوب نحو المعرفة، العالم كالفيلسوف يحتاج إلى صفات فكرية معينة كالروح النقدية والفكر المنهجي الطرقي والاعتناء بالبرهنة والابتعاد عن الأغراض الشخصية. يشتركان أيضا في رغبة الوصول إلى حقائق الأشياء، كلاهما يساهم في بناء الحضارات ورقي المجتمع الإنساني كما يساهمان في تأقلم الانسان مع واقعه وتكيفه مع محيطه.    

مواطن التداخل:

إن استقلالية مجالات التفلسف عن مجالات العلم لا يجب أن يوحي بالانقطاع والانفصال بينهما بل على العكس من ذلك هو يدل على التكامل والتبادل يتجلى هذا التبادل والتكامل في الدور الذي تقوم به الفلسفة فيما يعرف بالأبستمولوجيا أو فلسفة العلوم – فهي دراسة نقدية للعلم ومبادئه ونتائجه ومناهجه - لذا نجد أكثر العلماء يتمتعون بروح فلسفية سامية من أمثال هنري بوانكاريه وكلود برنارد ديكارت إضافة إلى كارل بوبر الذي يقول:" إن المشكلة الفلسفية الوحيدة هي مشكلة فهم المشكلة العلمية"

حل المشكلة:

 مهما كانت الاختلافات بين العلم والفلسفة فلابد للعلم من أن يستدعي فلسفات تعمل على تجاوزه واغنائه إنها الفلسفة التي تبحث في مسار العلم ومستقبله، وعليه فالفلسفة والعلم نشاطان معرفيان متمايزان دون أن يكونا منفصلين أو متضادين وقد قال كلود برنارد متكلما عن العلاقة الحميمية بينهما: (إن اتحاد العلم بالفلسفة اتحادا مرصوصا يفيد كليهما فهو يرفع العلم ويسند الفلسفة). فالفلسفة ترفع العلم وبدونها يظل في مستوى أرضي بل لا شك أنه يسقط في التجربة العفوية، بينما تسند الفلسفة عندما يخشى عليها من اخطار وقوعها في التجريد واتخاذها الأفكار كحقائق مطلقة.

google-playkhamsatmostaqltradent