مهارات ضبط التلاميذ المتمدرسين في الصف الدراسي، من المهارات الضرورية التي يجب أن لا يمتلكها المعلم الناجح فقط ، لكن يجب عليها ممارستها. فبدونها لن يتمكن من ضبط صفه الدراسي، ومع غياب الإنضباط لا معنى للتعلم الجيد أو التدريس المثمر الفعال.
مع ذلك العديد من مهارات ضبط الصف الدراسي يكتسبها المعلمين عن طريق التجربة والاحتكاك، ويعملون على تطويرها عبر البحث والتعلم الذاتي، كل ذلك من أجل تحسين ضبط صفهم الدراسي وتحسين مردود المتمدرسين. فيما يلي أهم هذه المهارات:
الإلمام بمختلف النظريات المتعلقة بالتعلم والوقوف على مكامن ضعفها وقوتها، ومجالات استخدامها، ومن ثمة العمل على تنويع المقاربات بما يتناسب مع المادة التعليمية.
أن يكون المعلم مثابرا مواظبا حريصا على تعليمه، ملما بمادته وبأحوال تلاميذه وظروفهم النفسية والاجتماعية، وعلى علم بقدراتهم الحسية والذهنية، وعلى استعداد تام لتجاوز الصعوبات التي قد تجابههم.
وضع قواعد وتوقعات واضحة منذ البداية: يجب على المعلمين وضع قواعد وتوقعات واضحة للطلاب منذ بداية الفصل الدراسي. مع ذلك، يجب أن تكون هذه القواعد ثابتة واقعية مرنة قابلة للتطبيق والتنفيذ، مع ضرورة إطلاع الطلاب على عواقب خرق أي من هذه القواعد.
ربط الدرس باهتمامات الطلاب: يجب على المعلم أن يحاول ربط الدرس باهتمامات الطلاب، عبر ما يعرف بوضعيات التعلم، التي تقحم التلميذ في الدرس وتدفع عنه الشعور بالملل، كما تولد لديه التفاعل مع ما يتعلم.
الالتزام بالانضباط بشكل ثابت: من واجب المعلمين الحفاظ على انضباط صفهم بشكل ثابت طوال العام الدراسي. يتجلى ذلك في العمل على تطبيق العقوبات بشكل عادل ونزيه بين المتمدرسين، بما في ذلك تطبيق العقوبة على طالب مجتهد محبوب اقترف ما يوجب العقاب.
بناء علاقة إيجابية مع الطلاب: من شأن العلاقة الإيجابية بين المعلمين و الطلاب أن تعزز الانضباط وتولد الرغبة والدافعية نحو التعلم. فعندما يشعر الطلاب بالتقدير والاحترام من قبل معلميهم، يكونون أكثر عرضة للاستجابة لتوجيهات المعلمين، وأكثر قابلية للتفاعل مع مختلف التعلمات.
استخدام استراتيجيات إدارة الصف الإيجابية: هناك العديد من استراتيجيات إدارة الصف الإيجابية التي يمكن للمعلمين استخدامها لتعزيز الانضباط. تشمل هذه الاستراتيجيات التعزيز الإيجابي، وإدارة الوقت الفعالة، واستخدام الأنشطة التفاعلية و الوضعيات التعلمية و الإدماجية المختلفة.
التواصل مع الطلاب بشكل فردي: يمكن للمعلم التواصل مع الطلاب بشكل فردي، مثل التحدث إليهم بشكل شخصي أو سؤالهم عن أفكارهم، حتى يشعروا بالاهتمام والتقدير.
فيما يلي بعض النصائح الإضافية لتحسين ضبط الصف الدراسي:
استخدام الوسائل التعليمية البصرية: يمكن للمعلم استخدام الوسائل التعليمية البصرية، مثل دروس البور بونت الصور والرسوم البيانية والفيديو، لجذب انتباه الطلاب وجعل الدرس أكثر وضوحًا، والاقتصاد في الوقت والجهد المبذول.
كن حاضرًا ومركزًا: يجب على المعلمين أن يكونوا حاضرين ومركزين في الفصل الدراسي. يجب أن يركزوا على التدريس، وليس على التعامل مع السلوكيات المشاغبة الشاذة، التي تضيع جهد المتعلمين وتركيز المعلمين.
كن واضحًا ومختصرًا في التعليمات: يجب على المعلمين أن يكونوا واضحين وأكثر اختصارًا في بناء تعليماتهم. يجب أن يتأكدوا من مدى استيعاب الطلاب وفهمهم لما يطلب منهم القيام به، عبر ممارسة التقويم والتقييم.
كن عادلًا ونزيهًا في التعامل مع الطلاب: يجب على المعلمين أن يكونوا عادلًا ونزيهًا في التعامل مع الطلاب. يجب أن يكونوا متسقين في تطبيق القواعد والتوقعات على جميع الطلاب.
كن مرنًا وقادرًا على التكيف: يجب على المعلمين أن يكونوا مرنين وقادرين على التكيف. يجب أن يكونوا مستعدين للتكيف مع المواقف غير المتوقعة.
تقديم مكافآت للطلاب: يمكن للمعلم تقديم مكافآت للطلاب الذين يتفاعلون مع الدرس، مثل النقاط أو الثناء.
حث المتعلمين على تحضير الدرس: تحضير الدروس يساعد المتمدرس على متابعة مختلف عناصر الدرس، أما عدم التحضير فيدفعهم إلى الشرود الذهني، وعدم القدرة على متابعة مختلف أنشطة التعلم المقررة.
استخدام لغة بسيطة وواضحة: يجب على المعلم أن يستخدم لغة بسيطة وواضحة يمكن للطلاب فهمها بسهولة.
في الختام من المهم أن يتذكر المعلم أن كل طالب يختلف عن الآخر، وأن ما يجذب انتباه طالب قد لا يجذب انتباه طالب آخر. لذلك، يجب على المعلم أن يحاول استخدام مجموعة متنوعة من الأساليب لجذب انتباه جميع الطلاب، ولا يتأتي له ذلك إلا من خلال التطوير الدائم والمستمر لمهاراته في مجال ضبط الطلاب في الصف الدراسي، والنتيجة النهائية هي الحصول على بيئة تعليمية إيجابية وفعالة.