قيمة الفلسفة في عصر التقدم العلمي "الجزء الثاني"

ابو محمد المعتصم
الصفحة الرئيسية

دور الفلسفة في حياة الإنسان المعاصر :

تلعب الفلسفة دور كبير في حياة الإنسان اليوم من خلال المجالات والمستويات التي تحاول الإحاطة بها، مثل المستوى الفردي و المستوى الاجتماعي بالإضافة إلى المستوى الإنساني.





قيمة الفلسفة في عصر التقدم العلمي





على المستوى الاجتماعي: 

- تطلع الفلسفة المجتمع بأصول ومبادئ وغايات الأنظمة الاجتماعية المختلفة التي تحكم علاقاته وتفاعله مع الغير الذي يشاركه الحياة الاجتماعية.

- تستمد فلسفة الجماعة من الأسرة والمجتمع مقاصدها ومناهجها وغاياتها ومبادئها وأهدافها من لتستشرف حاضر المجتمع وتطلعاته المستقبلية.

- تهذب العلاقة بين الأنا والآخر، وتؤسس لمختلف القيم الإنسانية الحميدة الاعتراف بالآخر واحترامه والتعاون معه ومنافسته بما يعود بالنفع على الإنسان كفر وعلى الإنسانية كجماعة.

- يدرك الفرد المتعلم أننا خلقنا أمم ومجتمعات يخدم بعضها بعضا، وأن المعرفة أو الفلسفة ليست حكرا على هذه الجماعة أو تلك إلا بمقدار مساهمتها في ترقية الرصيد المعرفي لدى الإنسان.

- تحرر المجتمع من عقال العرف والتقاليد البائدة التي تكبل الفرد، وتمنعه من مباشرة الرقي والتقدم

- تعمل على تعزيز القيم الاجتماعية و تدفع الفرد إلى فهم وجوده الذاتـي ، في إطار ما يعرف بالضمير الاجتماعي، مع الحرص على تمثل قيم ونظام هذا الضمير الاجتماعي دون إعاقة المبادرة إلى النقد وإلى التجديد باستمرار.

- تربط الفرد بالأصول الفلسفية للثوابت الوطنية، كما تحثه على إشباع حاجيات المواطنة الفكرية والعقلية في ضوء التطورات الحاصلة في العالم.

- تعمل على توعية الفرد المتعلم بحقوقه وما تقتضيه من واجباته داخل الزمرة الاجتماعية، وبشكل خاص ما تقوم عليه العدالة الاجتماعية من واجبات المواطنة التي هي في نفس الوقت حقوق للغير أو للمجتمع.

- تمكن الفرد من المساهمة الفعّـالة في تغيير الاجتماعي، لأن أي تغيير في المجتمع مبني على أسس فلسفية، فما التاريخ إلا تاريخ فلسفات وأيديولوجيات "كما يقول عبد الرحمن مرحبا".

- يدرك المتعلم أن الزمرة الاجتماعية التي لا تمتلك ثوابت فلسفية، مضطرة إلى أن تقيد نفسها بمبادئ جماعة أخرى في السياسة والاقتصاد.



على المستوى الإنساني : 

- الإيمان بأن الفلسفة والفكر البشري لا يختلف عن شهد نحلة جمعته بعد التنقل بين الحقول والأزهار، ومن غير المعقول نسبته إلى قوى معينة، وتجاهل إسهامات الآخرين فيه.

- الاطلاع على التراث الفلسفي للإنسانية والتفاعل معه، وإثرائه بما يخدم المصلحة العليا للإنسان.

- الاطلاع على المبادئ الأولى لحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وتمثلها والزود عنها وترسيخها.

- فهم طبيعة الصراع الحضاري والثقافي والإيديولوجي السائد في العالم والتعامل معه إيجابيا بما يحفظ خصوصيات ويكرس مبدأ التنوع والاختلاف بين الأمم بعيدا عن الصراع والتناحر.

- الاطلاع على مبادئ النظم الأسرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وأسسها ومبادئها، مع العمل على الترجيح فيما بينها بما يناسب المصلحة العليا للإنسانية.

- الإيمان بحرية الإنسان بغض النظر عن اللون أو العرق أو الجنس أو المنطقة الجغرافية، وما تقتضيها هذه الحرية من مسؤولية تقع على عاتق هذا الطرف أو ذاك.

- الاطلاع على المثل والتصورات والقيم العليا التي دافعها عنها الفلاسفة عبر العصور وتمثلها والدفاع عنها مثل المساواة والأخوة والحرية والعدل ...الخ.

- الإيمان بأهمية عودة الإنسان إلى ذاته، وإلى بعده الروحي، من أجل تجاوز الفراغ الروحي الذي أفرزته الثورة المادية المعاصرة.

- الإيمان بالتوافق بين الفلسفة المؤسسة على الفطرة من جهة والشريعة من جهة أخرى، بل بأفضلية الإيمان العقلي على التقليد الاجتماعي.

- تمثل قيّم التسامح الفكري والديني والحضاري عامة واعتماد أسلوب الحوار في التعامل مع الآخر، و ما ينبغي من احتواء للعنف ماديا كان أو معنويا وتوجيهه من أجل تكريس مبدأ المعاملة بالأفضل بدل المماثلة.

- الإيمان بنسبية الحقيقة التي ينشدها الإنسان في هذا المجال أو ذاك، فهي محكومة بما يحيط بمدركها من عوامل اجتماعية ثقافية دينية.

google-playkhamsatmostaqltradent