طرح المشكلة
الطبيعة البيولوجية المشتركة بين الإنسان والحيوان تجعلهما بحاجة دائمة للتواصل ، ومن أبرز أدوات التواصل عند الإنسان اللغة. التي تنحصر حقيقتها في كونها نسق من الرموز والإشارات التي تستعمل للتواصل، إلا أن المدارس اللسانية اختلفت فيما إذا كان للحيوان لغة، وهو ما تؤَكده المدرسة الفيزيولوجية.
وعلى النقيض من ذلك، ترى المدرسة اللسانية المعاصرة والمدرسة العقلية، أن اللغة خاصية إنسانية فقط ...
السؤال: فما حقيقة الأمر، هل للحيوان لغته الخاصة، أم أن اللغة خاصية إنسانية ؟
السؤال: فما حقيقة الأمر، هل للحيوان لغته الخاصة، أم أن اللغة خاصية إنسانية ؟
محاولة حل المشكلة
القضية: [اللغة ميزة عامة مشتركة بين الإنسان والحيوان ] (الفلسفة الحديثة- المدرسة الفيزيولوجية-المدرسة السلوكية)
البرهنة:
1- مونتيتني Montaigne: للحيوان لغة وللإجابة على هذا السؤال انطلق من مصادرة مفادها أن اللغة معطى طبيعي. ولما كانت معطى
من المعطيات الطبيعية لزم أن تكون موجودة لدى جميع الكائنات الحية إذن: اللغة ليست خاصية إنسانية فقط.
2 -. كارل فون فريتش من خلال تجاربه على عالم النحل أن الحيوان يملك لغة لم نستطع بعد فكّ رموزها (رقصات النحل المتعلقة بموقع الرحيق ونوعه وبعده عن الخلية ...
3. الدراسة النفسية المعاصرة اثبت فيها الفيزيولوجيون (السلوكية) أن للحيوان قدرة على التعلم تماثل قدرة الإنسان.
4- تدل الملاحظات أن للشمبانزي حوالي 35 صوتا يعبر بها عن مطالبه الحيوية
إذن: للحيوان لغة خاصة به يتواصل بها تماثل لغة الإنسان
نقد القضية: لغة الحيوان ثابتة وحدودة جدا، كما أنها تفتقر لكثير من خصائص اللغة لدى الإنسان فهي مجرد أصوات وإشارات صلبة غير القابلة للتطور، وليس بمقدور الحيوان اصطلاح لغة أخرى أو ا ستعمالها استعمالا يرتبط بالوعي والقصد.
نقيض القضية: [اللغة خاصية إنسانية ].
البرهنة:
1- اللغة عند ديكارت خاصية إنسانية : لأنها تملك القدرة على التعبير عن أفكار الإنسان وأن الكلام الحقيقي في نظره هو الكلام الذي يحمل أفكارا وهو ما يميز الإنسان عن الحيوان .
2- دي سوسير: يعرف اللغة على أنها نظام من العلامات التي تعبر عن الأفكار وإذا كانت اللغة نظام من العلامات أو الرموز فهي خاصية إنسانية تميز الإنسان عن غيره من الكائنات ..
3- أرنست كاسيرر : الانسان كائن رامز .
إذن اللغة خاصية إنسانية مرتبطة بالوعي والقصد في الاستعمال، في ذات الوقت الذي تملك قابلية للتجدد والتطور
نقد نقيض القضية: صحيح أن لغة الإنسان لغة متميّزة عن ما هو موجود من أصوات وإشارات لدى الحيوان ولكن، مازالت الدراسات الحديثة تدرس التواصل لدى الحيوان ليس له لغة ..
التركيب [اللغة خاصية إنسانية لارتباطها بالوعي والتفكير].
البرهنة: التواصل الحيواني لا يرقى إلى المستوى الذي عرفته اللغة الإنسانية، فاللغة الحيوانية تبقى لغة محدودة وساذجة في غياب الفكر.
ومنه تبقى اللغة خاصية إنسانية تميز الكائنات العاقلة، ومن هذا يصدق قول غوسدروف (إن اللغة هي التي يدخل بها الطفل إلى الحظيرة الإنسانية).
حل المشكلة:
اللغة خاصية الإنسان، فهو وحده من يمتلك لغة واعية قصديه ناتجة عن فكر كما أنها قابلة للتطور، أما للحيوان لغة خاصة به ناتجة عن الطبيعة مردها إلى الغريزة . لغة الإنسان لغة إبداعية هادفة تتلاءم مع كل الأوضاع الكلام كما أنها تحمل قيمة جمالية عقلية يصاحبها الإدراك والتخيل، في حين أن لغة الحيوان لا تتصف بالازدواجية (التحول والانتقال) فهي لغة نفعية مادية. لكن، من أدرانا ما تفاجئنا به هذه الدراسات العلمية المتقدمة، ألا يمكن أن يفاجئنا العلم بما لا يكون في حسباننا؟